للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عودة قائد

لسعادة الدكتور محمد ناصر

قد يعود قائد رافع الرأس.. مكللا بالنجاح والنصر.. حاملا نتائج جهاده المتواصل..

وقد يعود قائد من المعركة رافع الرأس.. ولكن قيدا حديديا قد زين يديه.. لينزج في مجاهل السجون ومعسكرات التعذيب.. ومع ذلك.. فإن قصة جهاده ستكون قدوة مقتادة, وتربة خصبة في أرض الجهاد.. للمجاهدين القادمين بعده..

وقد يعود قائد.. ولكن لا يعود إلا اسمه.. أما جسده فقد تركه في أرض الجهاد.. وفي الوقت ذاته فإن روحه حية خالدة.. توقظ روح الأمة جيلا بعد جيل.. وتلهم القادة الناشئين في ميدان الجهاد بعده.

وقد يعود قائد رافع اليدين حاسر الرأس.. متذللا مستسلما لعدو يعادي الله ورسوله ...

فقد عاد جسمه.. ولا بد يوما أن يلاقي ربه ...

فروحه قد أماتت روح جهاد الأمة آمادا بعيدة ...

ولربما يبدل الله بها أمة غيرها ... أمة خير من سابقتها..

وأين من قائد سفينته معاكسا لاتجاه الرياح والأمواج, ولكنه أبى أن يتنحنح ويتزعزع ويعود من حيث أتى ...

فإنه هو القائد بمعنى الكلمة.

ولم يعد القائد..

كتبها وهو في غابة على رأس حركة ثورية ضد الشيوعية والدكتاتورية أغسطس سنة ١٩٦١م.

ترجمة محمد تجاني جوهري