إن مصدر التشريع هو الله وحده خلق الكون، فالذي أحكم قوانين الطبيعة هو وحده الذي يليق به أن يضع دستور حضارة الإنسان ومعيشته، وليس هناك من أحد غيره سبحانه يمكن تخويله هذا الحق، فلا يمكن قبول إنسان حاكماً ومشرعاً للإنسان حيث أنه لا يتمتع بهذا الحق إلا خالق الإنسان وحاكمه الطبيعي الله.
إن الحل الوحيد لمشكلتنا هو الشرع الإلهي الذي يمنحنا جميع العناصر الأساسية الضرورية ويترك الباب مفتوحاً للاجتهاد وبحسب الزمان والمكان، والتشريع الإلهي لا يستطيع الإنسان أن يأتي ببديل عنه.. إن التجارب القاسية التي خاضتها البشرية تؤكد لنا أن الله الذي يعرف دقائق الطبيعة البشرية ومسائلها ومشكلاتها يجب أن يكون هو لا سواه واضع قوانينها، فهو منبع القانون الحقيقي. ويؤكد ذلك أن في الدين جواباً محدداً لكل الأسئلة التي تؤرقنا في حياتنا الدنيوية وفي ما بعد هذه الحياة الدنيوية. إنه يوجهنا إلى المشرع الحقيقي ويضع لنا الأساس السليم للقانون الإلهي وهو يمنحنا أساساً صائباً لكل مسألة في الحياة البشرية، وهو الصورة الوحيدة للمساواة الكاملة بين الحاكم والرعية.