للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنهج العلمي عند بعض مفكري الإسلام وعند مفكري أوربا

بقلم: عبد الرزاق بسرور

الطالب بكلية الشريعة وأصول الدين بتونس

منذ القدم، والإنسان يبحث عن قوانين تضبط تفكيرة وتكشف له عن الحقائق التي يروم استكناه سرها فتعددت المناهج والقواعد في البحث عن جوهر الأشياء، والتطلع إلى إدراك ماهياتها.

وكان للسفسطائيين مهاترة تبدو لهم أنها السبيل الأقوم في التفكير، وذلك حين قرروا أن الخطأ مستحيل ما دام الإنسان مقياسا لكل شيء. ثم جاء سقراط، فهدم منهجهم ليبني منهجا جديدا يقوم على فن (توليد المعاني) لتعريف حقائق الأشياء.

ويأتي أفلاطون بطريقة كان لها الأثر في المنطق الأرسطي وهي الطريقة المعروفة (بالقسمة المنطقية) واعتبارا لما تقدم، يكون المنطق قد وجد وظهرت معالمه في التفكير الإنساني قبل أن يوجد المنطق الصوري على يدي أرسطو.

١- منطق أرسطو:

يدرس منطق ارسطو صور التفكير غير أنه لا يهتم بموضوع هذا التفكير. لذلك كان صوريا. فصدق الاستدلال له من الأهمية من حيث شكله لا موضوعه. كان اتباع أرسطو يهدفون إلى الكشف عن الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها في استنباط النتائج الضرورية من بعض المقدمات العامة التي يسلم المرء بصدقها. وهو شكلي إذ يسلك مسلك علم الرياضيات في إمكان استبدال القضايا وحدودها برموز أو أحرف.

ثم إنه منطق عام لأن قوانينه صالحة للتطبيق على مختلف المواضيع الفكرية. وسيان أن تطابق هذه النتائج خبرتنا في الواقع أو تتنافى معها فمحك الصواب في القياس الصوري يكون في اتساق نتائجه مع مقدماته، لا تطابقها في الواقع مع العالم الخارجي.