منذ قيام المجتمعات الإنسانية على وجه الأرض والعالم مبتلى بدعوة هدامة ما خلت من أباع بالرغم من ثبوت بطلانها وفسادها قبل تجربتها وبعدها وإذا نظرنا إلى أتباعها لم نجد إلا أهل النفوس المريضة والأرواح الهزيلة والأمزجة الملوثة، وأما أصحاب الفطر السليمة فلم يؤثر عنهم قط أنهم استجابوا لدعوة تقوم على الشر والفساد فمن المؤسس لهذه الدعوة؟
إن مؤسس الدعوة ومنشئها وهي الدعوة الإلحادية هو كارل ماركس المولود سنة ١٨١٨م والهالك سنة ١٨٨٣م كان أبوه يهوديا واسمه هرشل ولما ارتد عن دينه إلى المسيحية سمى نفسه (هتريج) وذكر محبوه عدة أسباب لترك دينه ومما زعموا أن أسباب ترك هرشل لليهودية أن اليهود كانوا مضطهدين يقاسون أسوأ المعاملات من المسيحيين وسواء كان هذا السبب صحيحا أم مجرد اعتذار وكذب من جملة الاعتذارات فإنه لا يكفي أن يتخلى المرء عن دينه بهذه السهولة وإن كل الأعذار لهرشل تدل على أن المصلحة هي الدافع الأول، هذا هو والد ماركس. وهو وحده يكفي للدلالة على عنصره ومعدنه من ناحية العقيدة والأخلاق وكان ماركس يقول في شبابه: إن خير الناس وأجدرهم بالتكريم من يعمل لخير الناس والدين أساس الحياة. وهو الذي يقول أيضا: إن المثل الأعلى الذي يجب أن يسعى إليه كل فاضل في الوجود هو أن نضحي بأنفسنا في سبيل خير الإنسانية والسعادة. هذا هو ماركس في شبابه وتلك عقيدته برغم صبوء والده وبرغم ما تحدث الناس عن دوافع هذا الصبوء. إلا أن الولد سر أبيه فكما ترك أبوه عقيدته فقد ترك الابن عقيدته. وما الأسباب؟