الذين يستجلون إنصاف القرآن لأهل الكتاب -يهود ونصارى- باعتباره الثبت الإلهي الوحيد الذي حفظه الله منذ كان من أن تمتد إليه الأهواء أو تلحقه مفتريات الأعداء، يزدادون بالنظر الموصول في الآيات التي نادتهم "يا أهل الكتاب"والآيات التي أخبرت عنهم بذلك أو باسم "يهود ونصارى"أو بصفاتهم التي تنم عنهم وتدل عليهم، أو بأنهم "أهل الإنجيل"كما تطالع المتأمل لسورة البقرة [١] وآل عمران [٢] ، والنساء [٣] والمائدة [٤] والعنكبوت [٥] والأحزاب [٦] والحديد [٧] والحشر [٨] والبينة [٩] وغيرها [١٠] يزدادون يقينا بأن الإسلام هو دين الله ونعمته التي أتمها على المسلمين، وأن القرآن كتاب الله حقا وهو يخاطب الأقوام ويخبر عمن انصف منهم ومن مارى في الحق واعتسف، وآثر هواه على هدى الله {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[١١]