الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول الخير، من اصطفاه الله رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
أما بعد فيقول الله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} .
جاء المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هذا العالم داعيا إلى الله راسماً الطريق إلى رضوان الله ومحبته، رافعا علم التوحيد موضحا معالم العبودية لذي الجلال والإكرام. عاش الهادي الأمين صلوات الله وسلامه عليه حياته الطيبة المباركة مجاهدا أعظم ما يكون الجهاد، عابدا أكمل ما تكون العبادة والإنابة والخشوع والخوف من الله تعالى.
عاش صلوات الله وسلامه عليه يبلغ رسالة ربه في رحمة، ويرسم الطريق إلى الله في رفق وحكمة وتؤدة، داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا فكان المثل الأعلى في الأسوة الكاملة.
كان المثل الأعلى في عظمة الأخلاق في كل ناحية من النواحي وفي كل ميدان من الميادين أدَّبه ربُنا تبارك وتعالى فأحسن تأديبه وأثنى عليه سبحانه بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .