رسالة الجامعة السعودية نحو اللغة العربية والثقافية والإسلامية
لفضيلة الشيخ محمد مصطفى المجذوب
بحث قدمته الجامعة الإسلامية إلى مؤتمر رسالة الجامعة المنعقد بجامعة الرياض
الحمد لله الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، الذي شرفه بخاتم رسالاته المنزلة بلسان عربي مبين، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
القرآن والعرب:
المبدأ الذي لا ينبغي الاختلاف عليه هو أن العرب في استمرار وجودهم كأمة متميزة بخصائصها وقيمها ولغتها، مدينون للقرآن العظيم.. إذ هو الذي صان لهم كيانهم على الرغم من كل العقبات التي اعترضت مسيرتهم التاريخية حتى الساعة.
لقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن خاتم كتب الله والعرب قبائل متمايزة لا تدين واحدة لأخرى وقد تفرقت بها المنازل، فلا تلتقي إلا على غزو أو ثأر، أو حلف لهما وبذلك تشقق لسانها حتى كاد يستحيل لغات مستقلة، لولا أثارة من روابط احتفظت بها الأسواق والمواسم إلى حد غير قابل للاستمرار، فبنزول القرآن واندماج العرب في الإسلام تمت لهذه الوحدات المتفرقة شروط التوحد، إذ وجدت نفسها مشدودة إلى وحدة البيان بالتزامها سبيل الوحي، الذي لا سبيل إلى فهمه وتحقيق دعوته إلا عن طريق هذه اللغة التي شرفها الله بالرسالة الخاتمة.