كان الإمام علي رضي الله عنه يصف مزاعم الخوارج بأنها (حق يراد به باطل) ولكنا أصبحنا في زمن لا يمكن أن نصف مزاعم أحفاد الخوارج إلا بأنها باطل يراد به باطل، ونحن نسقط من الحساب والمناقشة حملة الأقلام الحمر، لأنهم من واقع الإلحاد يتحركون، وحملة الأقلام العميلة للفكر الغربي العلماني، لأنهم من واقع العمالة ينشطون، وإنما نحاول مناقشة حملة الأقلام الذين لا يشهد لا لإسلامهم سوى شهادات ميلادهم، ولو أنهم من عامة الناس لضربنا عنهم صفحا، ولكنهم من ذوي الأماكن المرموقة، وهؤلاء - في الواقع - ينطلقون من منطلق اتجاه السياسة العليا في دولتهم التي تداور وتناور في قضية تطبيق الشريعة الإسلامية.. ومن منطلق التزلف إلى الاتجاه الأمريكي الصليبي الجديد، الذي تدين لهم دولتهم بالتبعية المهيمنة، والولاء الأعمى.
وأقرب الأمثلة إلى أذهاننا مثلان يبعثان على الأسى:
المثال الأول: وزير سابق للثقافة في دولة عربية مسلمة، كان مضرب المثل في الأمية والسطحية والجهل المطبق، هذا الوزير السابق صرح منذ زهاء عامين إبان شغله المنصب، لجريدة صليبية تصدر في إحدى الولايات الأمريكية، تعبر عن ألسنة النصارى في دولته، صرح بتصريح أبدى فيه معارضته الشديدة لتطبيق الشريعة في بلاده، وقال - ولا داعي لأن ندعو عليه أن يفض الله فاه وقد فض بطبيعته - قال:"أنا لا أنكر أن هناك نوعا من الاندفاع حتى داخل البرلمان، به عدد لا يقل عن خمسين عضوا، مندفعين اندفاعا شديدا، مطالبين بتطبيق الشريعة والحدود"، فالوزير يسمي المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية اندفاعا، ومسكين لأنه يعايش قوانين وضعية تستمد أصولها من قوانين الغرب.
ثم قال:"وأنا أكثر الوزراء معارضة لتطبيق الشريعة أو المبادئ الإسلامية".