الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. وبعد:
نشرت مجلة (الرأي العام الكويتية) محاضرة ألقاها الدكتور أحمد عبد الكريم مصطفى، أستاذ التاريخ العربي الحديث في جامعة الكويت، في ندوة الفن الإذاعي تحدث فيها عن "العرب بين الحاضر والمستقبل".
ومن النظرة السريعة إلى هذه المحاضرة المستفيضة تبدو بعض الآراء والأفكار التي نرى أنها تتطلب التعقيب والإيضاح.
وقبل أن نعرض هذه الآراء والأفكار نذكِّر ببعض الحقائق العامة، التي يجب أن تكون الأساس والمنطلق عند دراسة حاضر العرب ومستقبلهم:
الحقيقة الأولى:
أن الأمة العربية بعد مجيء الإسلام أصبحت جزءاً من الأمة الإسلامية، وعضواً في كيانها..وأن بنيانها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لم يعد مستقلا عن بنيان المجتمع الإسلامي. الذي وحده الإسلام، وربط بين أفراده جميعا برباط الأخوة، وأعطاه كل مقومات البنيان القوي الصالح، وأمده في حركته على طريق التقدم والتحضر بكل العوامل والطاقات والقيم والنظم التي تجعل منه المجتمع الأعلى للحياة الطيبة في كل عصر ولكل شعب.. يقول الله عز وجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} آل عمران: ١١٠.. {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه: ١٢٣- ١٢٤.