للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انتشار الإسلام

بالفتوحات الإسلامية زمن الراشدين

بقلم الدكتور جميل عبد الله محمد المصري

أستاذ مشارك بكلية الدعوة وأصول الدين

الحمد لله على نعمه التي لا تُحصى، وعطائه الذي لا يستقصى، الحمد له سبحانه وتعالى أولاً وأخراً الذي أتم نعمه على البشرية بالإِسلام، وجعله هو الدين. وهو القائل جل وعلا:

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (١) .

وصلى الله على سيدنا محمد الأمين الذي قام بعبء الدعوة، وعلمها المسلمين منهجاً، قولاً وعملاً وأسلوباً، صلى الله عليه وعلى آله، ورضي الله عن أصحابه البررة وعن تابعيهم وتابعي تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فإني أسأل الله سبحانه أن يجعل من بحثي هذا لبنة في بناء توضيح دعوة الإسلام وانتشارها بين الأمم التي أظلتها راية الإسلام في الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين، وتوضيح الصلة الوثيقة بين الدعوة والتاريخ الإسلامي، حيث أن تاريخ الإسلام هو تاريخ هذه الدعوة بالدرجة الأولى.

وعهد الخلفاء الراشدين (١١-٤٠ هـ) هو أفضل عهود الدعوة الإسلامية بعد عهد النبوة، فقد نهلوا من مدرسة القرآن الكريم، مدرسة النبوة، فاتضحت لهم مهمتهم في تبليغ الدعوة، فكانوا الأسوة الحسنة للدعاة إلى الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطريقتهم حجة. قال صلى الله عليه وسلم:

"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة " (٢) (٢) .

وجاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال:

"كيف ترون القوم صنعوا حين فقدوا نبيهم، وأرهقتهم صلاتهم".

قلنا: الله ورسوله أعلم.


(١) سورة فصلت الآية: ٣٣.
(٢) رواه أبو داود رقم ٤٦٠٧، والترمذي رقم ٢٦٧٨ وقال عنه حديث حسن صحيح. وابن ماجة رقم ٤٢، وأخرجه الإمام أحمد.