من طلائع الشيب
بقلم الطالب: عبد القادر محمد النيجري
في شبابي كرعت كاس التهاني
وتعاطيت كل ما قد عناني
راح عني الشباب والتفت الشـ
ـيب سريعا وحل في أذقاني
إنه منذر يقول وضيف
لا يساويه سائر الضفيان
مستحق التكريم فوق احترام
لضيوف الورى عظيم الشان
قلت ما الشأن قال شأني اتعاظ
ثم وعظ لسائر الشبان
لا يغرنكم الشباب فكم من
قارع سنه بفوت الأوان
جاهدوا أنفساً تميل إلى ما
هو شر لها بغض العيان
واغنموا من أوقاتكم كل غال
إنما الوقت صارم هندوان
وإذا الشيب لا ح في فود مرء
أنذرته الحياة بالهجران
وإذا حل في السواد مشيب
صبغته أصابع السلوان
وأطل المنون من كوة السطح
وأرخى الإياس سبط البنان
وتقوت مطامع اللحد فيه
واستكانت مطامع الشيطان
كل من ينثر الغبار عليه
دهره فلينفضه بالإذعان
من أتاه الوقار فليشكرنه
وشكور الوقار كف اللسان
وإذا النور لاح فيك قشيباً
إنه من كرامة المنان
من ينل رغوة الشباب فسعيا
مدّ من عيشه لقسمٍ ثان
قيل في الشيب إنه ليس نورا
مستضاء به مقالا شجاني
كم بكى من طلوعه وتباكى
جامد العين فلقد الاتزان
لا أرى منهج القويم اتعاظ
واتباع الرسول والقرءان
فكرة الشائب السليم لقاح
سبقتها تجارب الأزمان
والذي شب عاقلا في أناس
من ذوي العلم والتقى والبيان
وأتاه المشيب بعد اغتنام الوقت والنيل من جميع الأماني
فهنيئاً له بما ناله من
كرم العيش وارتفاع المكان
والذي ينفع البرية في مجتمع القوم سالم البنيان
لم يكن ينفع البرية عضو
فاسد شؤمه على الأركان
أيها الشبل كن فتياً نزيهاً
يتولى العمران بالعمران
لا تكن هادما لما شيدته
من بناياتها يد الإخوان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute