وهكذا نجد الأوروبيين في هذا الجزء من إفريقية شديدة الحساسية بالنسبة إلى اللون ولا غرابة فإن السياسة الرسمية للأوروبيين في روديسية وفي جمهورية جنوب إفريقية هي سياسة التمييز العنصري.
يوم الثلاثاء الموافق ٣-٨-١٣٨٦هـ. ١٣-١٢-١٩٦٦م
مثل آخر على تأثير لون المرء عند الأوروبيين في هذه البلاد فقد ذهبت إلى بنك باركليز لأصرف إحدى الشيكات السياحية وكانت الموظفة فتاة أوروبية أخذت مني الشيك فنظرت إليه ثم ذهبت به إلى مكان داخل البنك ثم عادت بسرعة وقالت: ضع توقيعك الثاني عليه، ثم ختمت عليه وذهبت بنفسها إلى أمين الصندوق حيث أحضرت قيمة الشيك وأعطتني إياها ولم تسألني عن جوازي ولم تنظر إلى توقيعي فيه حتى النقود لم تقل لي عدها، ودهشت فهذه أول مرة يصرف لي فيها شيك سياحي بدون النظر إلى الجواز منذ خرجت من المملكة حتى وصلت سالسبوري.
وقد كانت عادة أكثر الموظفين من الإفريقيين والآسيويين في البنوك التي مررت عليها أن يطلبوا إبراز جوازي قبل صرف الشيك ثم يتحققوا من توقيعي الأول عليه، وفي أكثر الأحيان لا يكتفي الموظف أكبر منه وربما إلى من له خبرة في التوقيع في البنك، ثم إذا رأى جوازي عربيا سعوديا أخذ يستفصل عن بعض الأشياء. ثم إذا أجرى تحقيق المبلغ وانتهى كل شيء أحالني على أمين الصندوق وأمين الصندوق يأمرني بعد النقود والتأكد منها لئلا يقال عنه بعد ذلك أنه ربما سلمها وهى ناقصة أما هذه الفتاة الأوروبية فلم تفعل شيئا من ذلك، وعندما سألت السيد على آدم وعنده ثلاثة من المسلمين الهنود عن السبب في هذا ضحكوا وقالوا لقد عاملوك كمعاملة الأوروبيين وأنك لو كنت أفريقيا لحققوا معك ونظروا إلى جوازك ولكنهم وثقوا بك على عادتهم بالثقة في الأوروبيين، وبمناسبة الحديث عن البنك المذكور أقول لاحظت أن جميع الموظفين فيه من الأوروبيين وليس فيه إفريقي واحد.