اختار الله سبحانه وتعالى أن تكون المرأة سكناً للرجل، ومكملة لسعادته، ومساعدة له على أداء عمله، وآداب الإسلام بصفة عامة يظهر منها بوضوح وجلاء. أن للمرأة رسالة هامة في ثلاثة ميادين من أخطر العوامل في حياة المجتمع، واستقراره، وسعادته، وتتجلى هذه الميادين الهامة في النواحي الآتية:
١- رسالة المرأة بالنسبة لزوجها.
٢- رسالة المرأة بالنسبة لبيتها.
٣- رسالة المرأة بالنسبة لطفلها.
فأما رسالة المرأة بالنسبة لزوجها فإن كتاب الله سبحانه وتعالى - الذي هو نور الله لأهل الدنيا- عبَّر عن ذلك أجمل تعبير وأكمله راسماً الحياة السعيدة الهانئة فقال تبارك وتعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(سورة الروم) فالله جل شأنه جعل المرأة سكناً وأمناً وطمأنينة للرجل.
وإن موقف السيدة خديجة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى مثل للمحبة الزوجية المثمرة. أعلى مثل للمودة والرحمة التي هي من صنع الله الحكيم. على أن سيرة أمهات المؤمنين وكرام المؤمنات في صدر الإسلام صورة مثالية لما ينبغي أن تكون عليه الزوجة المؤمنة التقيَّة من بر لزوجها وعطف عليه ومحبة له، وإزاء ذلك أوصى الإسلام بالمرأة كثيراً في الآداب الإسلامية عامة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".