فالمنزل هو عش السعادة، والمرأة هي التي ترعاه بعطفها وحنانها. تصيِّره جنة وارفة الظلال طيبة الثمار. دانية القطاف. تجعله جنَّة من جنَّات الدنيا.
إن المنزل مهد راحة زوجها وعش أطفالها، فيه قوام الحياة من مأكل وملبس ومأوى، وإن اليد الحانية التي تمتد إلى كل تلك النواحي في رفق ومحبة، وطهر وإخلاص، وصفاء وعطف، فتعدُّ من المأكل ما لذَّ وطاب، ومن الملبس ما حسن وكمل، تجعله مهد راحة وأنس للنفس. وبذلك ترفرف السعادة على الأسرة وتصبح الأسرة نواة لمجتمع سعيد يؤدي كل فرد فيه واجبه على أتمِّ ما يكون.
وأما رسالة المرأة مع أطفالها:
فأطفال اليوم هم سباب المستقبل هم رجال الغد، وإن السيِّدة الفاضلة الحكيمة العاقلة المهذبة الرشيدة. هي التي ترعى أولادها تُنَشِئُهم على الفضيلة، ومكارم الأخلاق، وتربيهم على الصفات الحسنة الجميلة. تغرس فيهم معاني البطولة بما تقص عليهم من قصص الأنبياء والرسل، وأهل الحكمة الإسلامية، وعظماء التاريخ وأبطال الإسلام، إن السيِّدة التي تجعل من المنزل داراً للحكمة، ومدرسة للتفقه في كتاب الله، وهدي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، وسير السلف الصالح المبارك. إنما تجعل من منزلها مركز إشعاعٍ يوجِّه الخير للمجتمع بما يخرجه من أفراد ممتازين علماً وخلقاً، ويصبح المنزل متعاوناً مع المدرسة. فتعاليم المدرسة متممِّة لبناء المنزل، وتربية المنزل مكمِّلة لرسالة المدرسة وأمام هذه الرسالة في هاتيك الميادين الهامة.
أمام رسالة المرأة المقدسة أمام رسالة المرأة الخطيرة. أمام رسالة المرأة التي تتناسب مع طبيعتها وتكوينها، مع عاطفتها وغريزتها مع ميولها ووجدانها مع أنوثتها وأمومتها مع فطرتها التي فطرها الله عليها.
أمام هذه الرسالة العظيمة التي عبر عنها الشاعر بقوله: