للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شاطئ الأحزان

الشاعر المهاجر

رتّل البحر للشواطي لحونه

فسرى الوجد هينمات حنونَه

والمويجات تحضن الرمل نوشى

ليس فيها مجانة أو رعونة

يسمعُ الليل خاشعا وشوشات

لم تكر سباته أو سكونه

والنجيمات خفقها كفؤادي

وهي للأرض والسموات زينه

والقُمير الخجول يغضي حياء

قدرة الله أبدعت عرجونه

إيه يا بحر أين أهلوك راحوا

لا شرع ملوح لا سفينه

غير سرب القطا يتهادى

من خدين مهاجرا أو خدينه

تتنادى وهدأة الليل فيها

يمرح الشوق والأماني الدفينه

أيها الطائر المغنّي سلاما

وادن مني وخذ حياتي رهينه

أبلغ الأهل شقوتي واغترابي

عن عذابي وعن دموعي السخينه

شردتنا إلى البلايا خئون

ذات غدر وأمّة ملعونه

أمة قد طغت وعاثت فسادا

أمعنت خسة وفاحت عفونه

أمة الغدر همها قتل شيخ

ذبح أم بطفلها مقرونه

والكعوب الغلاظ داست عليه

والنضال الحداد حزّت وتينه

منذ موسى ومنذ هارون كانت

يشهد الله والبرايا خئونه

أفرغت حقدها بظلم علينا

طائرات غدارة مجنونه

تنشر الرعب في قلوب الضحايا

تزرع السّهد في العيون الأمينه

رب طفل تناوشته الشظايا

أو كعاب مهيضة مكنونه

عرضها صادر للطواغيت نهبا

بعد أن كان الحَصان المصونه

أمتي لم تزل على القدس تبكي

مثل أنثى ضعيفة مسكينه

أمتي لم تزل على الشوك تحبو

وهي باللهو دائما مفتونه

تطلب العدل من قلوب شحاح

ملؤها الحقد والأذى والضغينه

(ريجنٌ) (بيجنٌ) ككل حقود

أي سلم لديهم يعطونه؟

يؤخذ القدس عنوة واقتدارا

مثلما الليث راح يحمي عرينه

ليس تجديه سابغات القوافي

أو شعار مجوّف يلقونه

أو مقال يُعربد الحرف فيه

من يراع شَبَاته مسنونه

خدروه بجفنة من وعود

ثم راحوا عشية يبكونه