في حالة واحدة فقط تستطيع أن تكون شجاعا شجاعة نادرة لا توجد إلا في شخص اتصف بصفتك التي بسببها اكتسبت تلك الشجاعة النادرة تلك هي أن تكون مسلما حقا.
وإذا كان الأمر كذلك فيجب على المسلم ولا سيما الداعي إلى الله أن يتجلى بصفة عظيمة بها نجح الأنبياء والرسل وكل داع إلى الله. تلك الصفة التي تتلاشى أمام صاحبها كل الصعاب ويصغر في عينه كل جبار عنيد.. ويكون المتحلي بها دائما رابط الجأش هادئ البال لا يتزلل لحدوث مصيبة أو إرجاف مرجف، ولا يجبن عند لقاء عدو في معركة حرب مسلحة سافرة، ولا يتهيب من قول حق في أي مقام وفي أي مناسبة ولأي فرد أو جماعة، لأنه واثق من استعلائه واندحار عدوه..
لماذا! لأنه يتحصن بحصن منيع الجانب لا تهدده آلات الهدم عالي الأسوار، لا يتسلقها متسلق بسلمه، ولا يعلوها فضائي بقمره الصناعي، ولا تؤثر فيها قذائف مدفعي ماهر.
إنها تلك الصفة العظيمة التي وقف بها هود عليه السلام بمفرده أمام قومه عاد العتاة الأشداء الذين كانوا يتحدون عالم زمانهم ويقولون:{مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّة} وقف هود أمامهم يتحدى جموعهم ويقلل من شأنهم ويحتقر قوتهم المادية، كما يسخر من آلهتهم التي كانوا يظنون أنها تصيب من تشاء بمكروه، كما قال تعالى في سورة هود عن قومه المكذبين:{إِنْ نَقُولُ إِلاّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} أي أصابك بعض معبوداتنا بمكروه من جنون ونحوه.