كان الواجب ياصديقي أن تحذو حذو شاعر آخر أصاب المحز بل أن تسبقه وتكون أنت قدوته، قال الشاعر الأديب للزيات:
رويدك قد جاوزت سبعين حجة
ودوم في عينيك - لو تبصر - القبر
أراك ركبت الصعب والصعب جامح
وعظمك وهن والمدى مهمه قفر
وصيدك ختال يلوح ليختفي
ويقصر عنه السيف والقوس والصقر
دع الغي للفتيان يرجى رشادهم
ويرجى لهم من خبط عشوائها عذر
لقد ذكرت أن الزيات ترجم (رفائيل) وهي لأكبر شعراء فرنسا (لامرتين) فكيف غاب عنه قول (لامرتين) في حق الوحدة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
قال لامرتين:"ضآلة الوسائل التي استخدمت مع عظم النتائج التي حصلت، إذا أردنا أن نحكم على هذا الرجل فمن في الوجود نستطيع أن نقرنه بمحمد؟ "، وهو لاشك استفهام إنكاري من أبرع ما يمكن.
إنه لا أسلوب الزيات ولا شهرته ينفعان في زحزحة هذا الكفر البواح الذي نطق به.
وأخيرا كلمة عتاب إلى الأخ عبد المنعم النمر رئيس تحرير (الوعي) : كيف تغاضيت عن التعليق الواجب بعد الكلمة مباشرة "فإلى متى يا قوم إلى متى نجامل على حساب الدين"، وعلى حساب سمعة نبينا عليه الصلاة والسلام، والبيان الواضح الجلي في هذا المقام حتم لزام.