للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تابع لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه

المبحث الثاني: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في المنام

المطلب الأول: الأحاديث الواردة في المسألة.

الاعتماد في هذه المسألة على بعض الأحاديث من بينها:

١- الحديث الأول.

عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: "احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة في صلاة الصبح، حتى كدنا نتراءى قرن الشمس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا فثوّب بالصلاة، وصلى وتجوّز في صلاته فلما سلم قال: "كما أنتم على مصافكم، ثم أقبل إلينا فقال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت (١) فإذا أنا بربي - عز وجل - في أحسن صورة. فقال: يا محمد أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ (٢) . قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حق فادرسوها وتعلموها".

هذا الحديث جاء عن جمع من الصحابة -رضي الله عنهم- من عدة طرق إليك تفصيلها:

الأول: عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - مرفوعا..


(١) استثقلت، أي: نمت.
(٢) المراد بهم الملائكة.