للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في مناسبات الآيات والسور

المناسبات.. وترتيب الآيات والسور

للشيخ أحمد حسن

المدرس في المعهد الثانوي في الجامعة

الكلام عن المناسبات فرع على الكلام عن (ترتيب الآيات والسور) أهو توقيفي أم اجتهادي؟ ومن هنا كان لابد لنا قبل بيان آراء العلماء في المناسبات من أن نعرض لهذه القضية.

ونبين الوجه الذي تطمئن إليه النفس كما نبين الوجوه الأخرى التي تنير لنا الطريق في مناقشة آراء العلماء في المناسبات وتكشف اللثام عن اختلاف المنازع والاتجاهات، بحيث يكون حكمنا أقرب للصواب وأبعد عن الخطأ.

ترتيب الآيات:

ترتيب الآيات في سورها توقيفي ثابت بالوحي وبأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وبما علم من تلاوته للقرآن بمشهد من الصحابة وعلى كونه توقيفيا، دلت النصوص وانعقد الإجماع، قال السيوطي في بحث ترتيب الآيات ما نصه: "الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، أما الإجماع فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين".

وهذه هي النصوص التي استدل بها السيوطي على أن ترتيب الآيات توقيفي.

١- ما قاله زيد بن ثابت فيما رواه البيهقي والحاكم: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع"قال البيهقي: "يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم"٠

٢- ما أخرجه أبو داوود والنسائي وغيرهما عن عثمان بن عفان أنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا".