وبعد فقد قال العلماء:"معرفة سبب نزول الآية يساعد على فهمها".
ومن هنا نورد لك أيها القارئ سبب نزول هذه الآية ليعينك على فهمها بإذن الله تعالى.
روى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهم: أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: فيَّ نزل تحريم الخمر، وذلك أن رجلا من الأنصار صنع طعاماً فدعانا فأتاه ناسٌ فأكلوا وشربوا حتى انتشوا [١] من الخمر، وذلك قبل تحريم الخمر، فتفاخروا، فقالت الأنصار: الأنصار خير، وقالت قريش: قريش خير! فأهوى رجل بلحْيِ [٢] جزور فضرب على أنفي ففزره [٣] فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فنزلت هذه الآية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ... الآية} .
ولما كان فهم الآية الكريمة يتوقف على فهم كلماتها فإنا نشرح لك أيها القارئ الكلمات التي نرى شرحها ضروريا لما فيها من خفاء لعدم استعمال الناس لها في مخاطباتهم اليوم وهي:
إنما: هذا الحرف أداة قصر بمعنى أن المحرمات الأربعة التي اشتملت عليها الآية الكريمة وهي الخمر والميسر والأنصاب والأزلام مقصورة على الرجس فليس فيها خير ولانفع ولا شيء آخر أبداً إلا الرجس فقط.