خرجنا إلى مطار بالانتيو في ملاوي ويسمونه مطار تشاليجا لأنه يقع في منطقة تسمى بهذا الاسم وذلك في تمام الساعة التاسعة صباحا.
وقد وقفنا في الردهة الخارجية للمطار مدة لا تقل عن نصف ساعة بدون أن يؤذن لنا بالدخول إلى ضابط الجوازات لإنهاء الإجراءات الخاصة بجوازاتنا ولم يكن في المكان مقاعد كما لم يكن هناك من يرشدنا فرأيت ضابطا يتجول فسألته عن مكان الجوازات وأين ينبغي لنا أن نذهب الآن فأجاب أنه ضابط الجوازات ذلك. ثم أخذ يحدثني فسألني هل أنتم سعوديون؟ فقلت نعم من أين عرفت؟ قال لقد رأيتكم عند قدومكم إلى ملاوي منذ ستة أيام ثم سألني ما هي لغتكم؟ مع أنه يعرف أننا عرب سعوديون فقلت: العربية وليست لغتنا وحدنا بل هي لغة جميع الأقطار العربية في الشرق الأوسط وشمالي إفريقية. وأخذت أعدِّد له الأقطار التي تتكلم العربية، فقال لي وماذا عن إسرائيل وهل هي من الأقطار العربية؟.
ومع ذلك فلكي لا أغمط هذا الضابط الذكي حقه أنه عندما حان الوقت ودخل إلى مكتبه كان لطيفا معنا وأنهى إجراءات سفرنا وجميع المسافرين بسهولة ويسر.
إلى سالسبوري..
قامت بنا الطائرة من بلانتيو إلى سالسبورى في تمام الساعة العاشرة إلا ربعا بعد أن أعلنت المضيفة أن مدة السفر ستكون ساعة وعشر دقائق والطائرة من طراز (دي، سي، سكس) ذات المحركات الأربعة تابعة لشركة خطوط ملاوي الجوية. ولكن الذي يظهر الأوروبيين هم الذين يقومون على إدارتها لأن جميع هيئة الطائرة من الأوروبيين.
سارت الطائرة رخوا في سماء أرض ذات وهاد وجبال خضر تتخللها مسايل الماء التي تجري وتنعكس عليها أشعة الشمس عندما نحاذيها، ثم ارتفعت الطائرة فلم نعد نستبين من معالم الأرض شيئا خاصة وأن هناك بعض السحب المرتفعة والمنخفضة.