للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوسف بن تاشفين في الأندلس

للشيخ إبراهيم محمد حسن الجمل

المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية

أطلق العرب اسمم (الأندلس) على الجزء الجنوبي من شبه جزيرة (أيبريا) الواقعة في الجنوب الغربي من قارة أوربا، والتي تسمى الآن (أسبانيا) .

وكانت الأندلس تمتد إلى الشمال من الوادي الكبير، والى الجنوب والشرق منه حتى بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) تجاه بلاد المغرب الأقصى حيث يفصلها عن قارة أفريقيه بحر الزقاق (مضيق جبل طارق) .

وإطلاق العرب اسم الأندلس مأخوذ عن قبائل الفندال الذين طردوا الرومان، وأسسوا على نهر الوادي الكبير مملكة سموها باسمهم (الفندال) ومنها جاءت كلمة فندلس التي نطق بها العرب (أندلس) وأطلقوها على هذه البلاد.

كان العرب يتطلعون إلى فتح بلاد الأندلس منذ خلافة معاوية بن أبى سفيان إلى أن ولى عقبة بن نافع بلاد البربر (شمال افريقيه) وأسس مدينة القيروان، وأخذ يتوغل في الفتح حتى وصل إلى بحر الظلمات (المحيط) .

ولم يستسلم البربر بسهولة فقد ظل المسلمون يقاتلون ما يقرب من نصف قرن ولم يخضعوا إلا بعد أن فهموا مبادئ الدين الإسلامي، وعرفوا أن المسلمين ليسوا قوماً مستعمرين، وإنما هم أصحاب عقيدة ومبادئ ثم لم يلبثوا أن اعتنقوا الإسلام، واطمأنوا إلى العرب، وأصبحوا أمة واحدة.

وفى عام ٩١ هـ أمر الوالي موسى بن نصير قائده طارق بن زياد أن يكوّن جيشاً من العرب والبربر، وأن يتجه بهم إلى الأندلس، فاستعد هو ومن معه، واخترقوا بحر الزقاق، ونزلوا على صخرة هناك سميت بعد ذلك بجبل طارق، وما زال بسكان البلاد (القوط) حتى هزمهم، وقتل ملكهم لذريق. ومنذ ذلك الحين دانت البلاد للمسلمين، واستولوا عليها شيئاً فشيئاً، والمسلمون يتقدمون في فتوحاتهم حتى اخترقوا جبال البرانس من الشرق إلى بلاد الغال (فرنسا الجنوبية) ووصلوا إلى مدينة بردو ونهر الرُّون.