للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبس من بلاغة الفاروق رضي الله عنه

بقلم الدكتور علي البدري

الأستاذ المشارك بالجامعة الإسلامية – كلية اللغة العربية والآداب

الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل.. من بنى عدي بن كعب بن لؤي.

كناني قرشي يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجد الثامن (كعب بن لؤي) .. وهو خطيب قريش في الجاهلية..

أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة. فهي ابنة عم كل من أبي جهل. وخالد بن الوليد رضي الله عنه.. وشارك عمر خاله المشرك أبا جهل في هيبة قرشية دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحد العمرين.

واستجيبت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان الفاروق رضي الله عنه ثاني رجلين هما أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

كان الفاروق طويلاً مهيباً. كأنه راكب والناس يمشون. ولونه يميل إلى الأدمة والشقرة، كما وصفه بذلك أولاده. وكانت سنه أصغر من سن الرسول صلى الله عليه وسلم بستة عشر عاماً كان قوي الحجة محباً للحق. مرهف الحس رائع البيان.

أسلم في السنة السادسة للبعثة بعد أربعين مسلماً تقريباً. وضربه المشركون لإسلامه وضربهم ورد على أبي جهل جواره.

وفرق الله تعالى بإسلام عمر بين الحق والباطل. وكان الجهر بالدعوة. ثم هاجر علناً. يقول علي:"لما هم عمر بالهجرة تقلد سيفه ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها. فطاف بالبيت سبعاً. ثم أتى المقام فصلى متمكناً. ثم مر على الملأ، وقال: شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس. من أراد أن تثكله أمه، ويؤتم ولده وترمل زوجه فليلقني وراء هذا الوادي.! ! [١] .

قال: فما لقيه أحد منهم ". ويقول ابن مسعود رضي الله عنه:

"كان إسلام عمر فتحاً. وكانت هجرته نصراً. وكانت إمارته رحمة. ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر.."وقال حذيفة رضي الله عنه: