للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن العجيب حقاً- وعجائب الشاردين عن الله لا تنقضي أن يعلو قدر هؤلاء الساقطين لدى أكثر كبار قادة الشعوب الإسلامية فيغدقون عليهم الجوائز ويسخرون لهم أجهزة الإعلام لبث عارهم وفسادهم في أغلب الأوقات. وإذا مات أحد هؤلاء السفلة جندت لإشهار موته أجهزة الدولة للمشاركة في موكب جنازته الذي يوحي لمن رآه وقد تقدم الموكب كبار رجال الدولة من السياسيين والعسكريين أن هذا موكب بطل من الأبطال الذين سجلوا في صحائف التاريخ طول حياتهم أروع البطولات. مع أنهم كانوا السبب في القضاء على البطولة والجد في الشباب.

هذا في حال أنك ترى البطل الشجاع الذي نذر حياته لإنقاذ شعبه من الظلم والمذلة يوارى جثمانه في ظلمة الليل في قطعة من الأرض مجهولة قد لا يراه أقرب المقربين إليه.

وإذا ذكر في أجهزة الإعلام فإنما يذكر بصفات منفرة وألقاب قذرة توحي للسامع أو القارىء أنه عدو لشعب يسعى إلى إفساده جرياً على قاعدة فرعون وإخوانه {مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} .

وبذلك يعمق في نفوس الشباب حب الهزل والميوعة لأنهما أعلى درجة وأذكر في الناس من الاتصاف بصفات المجاهدين المغمورين المشوهة سمعتهم بين الناس على مستوى الدولة وعلى أوسع نطاق.

وعلى هذا المنوال صارت المحاضن التي أشرف على مناهجها المستعمرون في بلاد المسلمين، بله المحاضن الغربية نفسها فإنها لم تخرج في الغالب إلا أعداء للدين الإسلامي على اختلاف تخصصاتهم وأعمالهم الوظيفية. وقليل من نجا منهم. فانقلبت بذلك الموازين والقيم حتى صار الحق باطلاً والباطل حقاً.