للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمن لها...

لفضيلة الشيخ محمد المجذوب

المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة.

مظلومة يا طيبةُ الحبيبه

ومرة مأساتُك الغريبَه

والجارحوك اليومَ أولى بهمُ

لو ضّمدوا جراحَك الخضيبة

فيالمَطعونٍ بأيدي أهلهِ

يشكو –ولا يدري به- طبيبَه

شرّفكِ الله بمثوى سيدٍ

لم يَرَ قطّ ناظرٌ ضريبَه

نلتِ به ما لم ينلْه موطنٌ

من بركات ثَرّةٍ عجيبه

بها استحال القفرُ روضا وغدت

من سندس صحراؤك الجديبه

تجبي إليك الأرَضَونَ خير ما

تُخرجه آفاقها الرحيبه

وتَأرِزُ الأرواح للجّو الذي

قد مازجت أنفاسُه طيوبه

فكل شيء فيك سحر عجب

تبلى الدّنى وروحُه قشيبه

لكنْ ...وما أوجعَ لكن...كم أرى

فيك إمرأ لا يتقي رقيبه!

وربما عمّ المشيبُ رأسَه

ولا يراعي –سادرًا- مشيبه

يمرّ بالمسجد لا يلوي على

داعي الهدى ولا يرى ذنوبه

فهو بعيدٌ عنك روحًا ودمًا

وأنت منه الرحمةُ القريبه

...يا شقوةَ الخاسر قد مكّن من

جنانِهِ شيطانَه وحُوبه

تغمره النّعمى ولا يشكرها

فيستحيل فيضُها مصيه

ولو وعاها ما جفاها لحظةً

ولا جفا إكسيرُها نُدوبه

...فمن لها...لطيبةَ الحريبه

إلاك يا مانحَها حبيبه