[اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - بالقرآن الكريم وعلومه]
إعداد
د. محمد بن سيدي محمد محمد الأمين
الأستاذ المشارك بكلية القرآن الكريم
المقدمة
الحمد لله مالك الملك يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير وعد من أطاعه بالتمكين في الأرض والحياة الطيبة ورغد العيش واستتباب الأمن لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع قال سبحانه وتعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}(١) .هـ
لقد أنعم الله على هذه البلاد المملكة العربية السعودية في عام ١٤٠٢هـ حين بايع أبناؤها الأوفياء خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز ملكاً لهذه البلاد وراعيا لها، بايعوه على المحبة والولاء والتمسك بالعروة الوثقى، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
عشرون سنة تمر من عهد خادم الحرمين الشريفين تشهد منجزات حضارية ضخمة تقفر بالمملكة العربية السعودية إلى مصافّ الدول المتقدمة في زمن قياسي بهر العالم كله.
بل إنها تعد النموذج الفريد للدولة الإسلامية العصرية التي تجمع بين الأخذ بأسباب التقدم والرقي مع التمسك بالثوابت والحفاظ على الدين والعقيدة الصحيحة.
لقد أولى خادم الحرمين الشريفين الجانب الإسلامي جل اهتمامه في الداخل والخارج، فقد شرع بعد أشهر من توليه مقاليد الحكم في تشييد أكبر توسعة للحرمين الشريفين في تاريخهما القديم والحديث.