وبعد: فقد كنت قرأت في مجلة العربي الكويتية مقالة للدكتور معروف الدواليبي بعنوان (تغيير الأحكام بتغير الأزمان وهي تتضمن رداً على مقالة كنت قد كتبتها في نفس المجلة تحت عنوان (الحكم بقطع يد السارق في الشريعة الإسلامية) .
ومع شيء من التغافل - الذي تعظم به النفوس - عن بعض العبارات التي وردت في مقالة الدكتور الدواليبي: فإني وجدت أن رده ذلك قد أزال اللبس الذي يوحي به منهجه في موضوع المصلحة الذي تطرق إليه في كتابه: (المدخل إلى علم أصول الفقه) .
فحمدت للدكتور الدواليبي تمسكه بالحق، ودفاعه عنه، وانحيازه لشريعة الله، وحرصه عليها. وهو أمر لا أظن أن أحدا ينسب للدواليبي غيره، ولا يتوقع منه سواه. وعلى الرغم من أنني لم أوافقه على بعض ما قال إلا أني لم أكن أنوي الرد على رده.
إلا أني عدت فقرأت في نفسي الرد في مجلتكم الغراء في عددها الثاني من سنتها السادسة تحت عنوان:(رسالة) . فتبينت أن مجلة العربي كانت قد حذفت بعض عبارات من كلام الدكتور الدواليبي التي رأت المجلة أن ورودها ليس ضروريا ضمن نقاش موضوعي.
وقد بدى لي من تلك العبارات الغاضبة أن الدكتور الدواليبي قد نظر إلى الموضوع على أنه نيل منه، أو خصومة شخصية ضده.
غير أن هذا في الحقيقة ليس وارداً على الإطلاق. فالدكتور الدواليبي معروف بمواقفه المشرفة في الدفاع عن الإسلام وإخلاصه في الذود عن حدود الله.