سماحة الإمام رئيس الجامعة، حضرات المسئولين معه، بقية الجمع الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديثي عن غزوة أحد سيكون من جانب واحد بمثابة جواب عن سؤال، هل حقاً هزم المسلمون فيها بما استغله اليوم بعض ذوي الغرض؟، ونقول: أولاً إن هذه الغزوة واحدة من جهاد حربي طويل، خاضه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر علماء السيرة أنه سير صلوات الله عليه ستين سرية، وقاد بنفسه الشريفة سبعة وعشرين جيشاً، قاتل بسيفه في تسعة منها، وإذا كنا نتحدث الآن في غزوة أحد، فإننا نُحِس ببهجة تغمرنا ونحن في البلد الذي وقعت فيه هذه الملحمة العظيمة، وساحتها على مرمى أبصارنا، وقائدها العظيم ثاو في حجرته الشريفة على خطوات منا، وكأني به الآن وقد وقف يومها بهيئته المهابة وكلمته المطاعة ينادي إلى النزال كرام الرجال من صحابته المغاوير، وأتصورهم أمامي رضي الله عنهم، وهم يهرولون سراعاً خلال الدروب المحيطة بنا صوب نبيهم الآمر بالوحي {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} ..