المفهوم الصحيح للسلفية
أسرة التحرير
السلفية مسلك منسوب إلى الرعيل الأول من سلف هذه الأمة الذين سبقوا بالإيمان والفضل والعمل الجاد لنشر الإسلام والدعوة إليه. وصدقوا الله في إيمانهم وعملهم.
فهي تعني تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها بحيث لا تركع الظهور ولا تسجد الجباه ولا تعنو الوجوه إلا للحي القيوم إذ لا تذلل إلا لله, ولا خوف إلا من الله ولا فقر إلا إلى الله الغني الحميد.
فيصبح العبد المؤمن شجاعاً صريحاً واثقاً بالله فتقضي هذه الثقة على العناصر الذميمة التي تحول بين العبد وبين ربه, من الخوف والخور والذل والتملق والنفاق والتزلف للمخلوق حياً أو ميتاً جنياً أو إنسياً, مع عدم الخوض في صفات الله تعالى بغير علم بالتحريف أو التشبيه, بل تمر كما جاءت في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وعدم الإلحاد في أسمائه الحسنى.
ثم تعنى بعد ذلك تجريد متابعة رسول الهدى محمد عليه الصلاة والسلام, والاكتفاء به إماماً وقدوة, والعمل بسنته والدعوة إليها, وتحذير الناس من الابتداع في دين الله الذي بعث به رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام.
ومن ثمرات هذا التجريد وتلك المتابعة الصادقة أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ويحب له ما يحب لنفسه من خير, ويكره له ما يكره لنفسه من شر.
فالسلفيُّ صادق في توحيده وعبادة ربه ومحبة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وأتباعه, وهو حسن المعاملة مع الناس جميعاً متواضعاً, حزين حين يفرح الناس, باك حين يضحك الناسو يحاسب نفسه عل كل صغيرة وكبيرة.
خائف وجل, راج طامع, عفيف اللسان, رحيم القلب, حريص على نفع عباد الله بكل ما يستطيع، بعلمه وماله وجاهه وشفاعته, "اشفعوا تؤجروا.." الحديث..
دؤوب على الجهاد في سبيل الله بالنوع الذي يدخل تحت استطاعته، بنفسه، أو بماله، أو بلسانه، أو بقلمه، أو بكل ذلك حيث أمكن.