الإسلام دين إلهي ومنهج رباني يشمل جميع جوانب الحياة البشرية وليس مجرد تصور أو عقيدة أو طريق منعزل عن واقع حياة الأمة. وليس الإسلام مجرد اسم لعلاقة سرية بين العبد وربه وليس الإسلام مجرد نظام خاص وجد لإنهاء بعض الخصومات القبلية التي وجدت في فترة من الفترات كما يريد أن يظهره خصومه، ولكن الإسلام عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وجهاد ودولة، وهو الدين الوحيد الضامن لحامله السعادة في العاجلة والآجلة مهما تغيرت الأزمان وتطورت الآراء أما مسؤولية إقامة هذا الدين الحنيف على الوجه الأكمل فإنها ملقاة على كواهل هذه الأمة بعد وفاة رسولها وقائدها محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين الذين تحملوا أعباء هذه المسؤولية بعده قد أدوا دورهم وأقاموا الخلافة الإسلامية الراشدة على أتم صورة، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنوات قلائل أزيلت وحطمت الإمبراطوريتان العظيمتان الرومية والفارسية المحيطتان بالجزيرة العربية الإسلامية من الوجود، فأصبحوا سادة العالم وقادة البشر أكثر من ألف سنة، وحطموا خلالها الصليبين وقضوا على التتار، وغزو شرق أوربا وجنوبها وغربها، وأقاموا فيها حكم الله عز وجل مئات السنين، حتى أن الخليفة العباسي هارون الرشيد رضي الله عنه يقول للسحابة:"أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك ".