محاضرة ألقاها على طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف، مفتي الديار المصرية سابقاً، وعضو جماعة كبار العلماء، وعضو رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وأحد أعضاء المجلس الاستشاري للجامعة.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه المجاهدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد أتاح الله تعالى لي في هذه المرة زيارة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي أنشئت في عام ١٣٨١هـ، كما زرتها في أعوام سابقة، فرأيتها نامية ذاخرة بطلاب العلم والدين من نيف وستين جنسية من مختلف الأقطار الإسلامية، وفدوا إليها بعزائم قوية، ورغبات صادقة وقلوب مؤمنة مخلصة للتغذي بعلومها, والنهل من معينها, على يد أساتذة فضلاء، فألفوا من المملكة وعلمائها، ومديري الجامعة صدوراً رحبة وعناية فائقة، ومساكن جميلة، ومرافق كاملة، وفوق ذلك وجدوا مدداً سخياً، كريماً وافياً, وجواً صالحاً، وبيئة سليمة، وحياة شريفة، يظلها الإسلام الحنيف، والأدب الرفيع, ويسبغ عليها التقى والصلاح، ذلك الجوار الكريم للرسول العظيم صلى الله عليه وسلم.
ولهذه الجامعة الإسلامية ميزة كبرى على نظائرها في بعض الأقطار الإسلامية لا تزاحمها فيها, وهي مزيد العناية بالعلوم الإسلامية وتعليمها، وبالأخلاق والآداب، وحسن السيرة, ووسائل الدعوة إلى الإسلام، والسخاء في الإنفاق على طلابها، وتوفير أسباب إقامتهم في رحابها، وشدة الحرص على تحقيق أهدافها وغاياتها.
كيف وهي متوجة بهذه النسبة الكريمة، مشرفة بهذا الشرف الرفيع الذي لا يدانيه شرف، وحسبها أنها في دار الهجرة، وفي رحاب أفضل الرسل، وأكرم الخلق على الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.