بقلم الشيخ عبد الله الغنيمان: المدرس بكلية الشريعة بالجامعة
ابن أبي زيد القيرواني أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النغزي القيرواني شيخ المالكية بالمغرب، كان إماماً بارعاً في العلوم، واسع الثقافة والاطلاع، متبعاً طريق السلف الصالح، داعياً إليه بالقلم واللسان والعمل، كثير الحفظ, واسع العلم والرواية، فصيح اللسان والقلم, يقول الشعر ويجيده مع صلاح وورع وعفة, قال عنه القاضي عياض:"حاز رياسة الدنيا والدين وكان يُسمى مالكا الصغير، انتفع به خلق كثير في العلم والأخلاق ورحل إليه من أقطار الأرض وكثر الآخذون عنه وعظم شأنهم، عُني بمذهب مالك فلخصه ونشره وملأ البلاد بتآليفه العظمية الفائدة.."
له مع أهل البدع والأهواء مواقف مشكورة ومواقع معروفة, وكان مع سعة علمه وكثرة حفظه ذا بيان ومعرفة بما يقول، بصيراً بالرد على أهل الزيغ والانحراف. وكان سريع الانقياد إلى الحق وحيث أنه كان شديد الحب للسنة والتعظيم لها اشتد نكيره على المخالفين لها، ولا سيما في الاعتقاد فرد عليهم وبيّن قبح فعالهم ولهذا نالوا منه بألسنتهم التي لم يسلم منها صاحب سنة، وشنعوا عليه كما هو شأن كل مصلح في أي وقت كان.
ثناء العلماء عليه:
تقدم قول القاضي عياض أنه جمع رياسة الدين والدنيا، وقال ابن فرحون فيه:"اجتمع فيه الورع والعلم والفضل والعقل"، وقال القابسي:"هو إمام موثوق به في ديانته ورايته"، وقال أبو الحسن بن عبد الله القطان:"ما قلدت أبا محمد حتى رأيت النسائي يقلده". وقال الذهبي:"كان ابن أبي زيد من العلماء العاملين وكان غاية في علم الأصول".
مؤلفاته:
ابن أبي زيد مؤلف مجيد واسع الفكر دقيق التحقيق وقد كثرت مؤلفاته في حياته وملأت البلاد، ذكر القاضي عياض له ما يقارب من ثلاثين مؤلف ثم قال:"وكل تواليفه مفيدة بديعة غزيرة العلم".