لقد هممت أن أقلب العنوان فأجعله (العصيان والإنسان) فتصبح كلمة (العصيان) سابقة لكلمة (الإنسان) ، لولا خشيتي من أن أقلب معها ترتيب الخلق الإلهي، حيث كان الإنسان ثم العصيان، وسبب تفكيري في أن أجعل المعصية أولا، هو أن الإنسان من شدة حرصه على أن يذنب، يكاد يجعل عمره بحثا عن الذنب أين يكون ليقترفه، فالإنسان هو اللاحق التابع، وذنبه هو السابق المتبوع، ودليلي فيما ذهبت إليه من هذا التصوير، هو كلام خالق الإنسان سبحانه، حيث يقول:{فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ} ..