للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النمل والنحل مملكتان

فسبحان الرحمن

لفضيلة الدكتور محمد نغش

سبحان الرحمن الذي أوحى إلى مملكة النحل ليخرج من بطونها شرابا فيه شفاء وغداء، وهو الذي ألهم النمل في مملكته إلى حسن التدبير، والصبر على العمل من أجل تحصيل الرزق الوفير.

مملكة النحل:

قال الله رب العالمين {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

إن خلية النحل الواحدة مجموعة من المصانع، لإنتاج الدواء الذي فيه شفاء للناس، مصانع لأنها تبدأ أولا في البناء لبيوتها في أشكال هندسية بوحي من ربها، أي بإلهام وهداية وإرشاد. ليس في أبنيتها فرجة ولا خلل، بل هي محكمة الصنعة مسدسة الهيئة، أقامتها بطريقة هندسية في همة عالية، دون استخدام آلة أو الاستعانة بأية ماكينة عصرية، إنها تستخدم إمكانياتها الطبيعية التي منحها لها ربّ البرية.