يقول ابن قيم الجوزية في كتابه مفتاح دار السعادة:"تأمل كمال طاعتها وحسن ائتمارها لأمر ربها، اتخذت بيوتها في هذه الأمكنة الثلاثة في الجبال في الشّقفان، وفي الشجر، وفي بيوت الناس حيث يعرشون أي يبنون العروش وهي البيوت. فلا يرى للنحل بيت غير هذه الثلاثة البتة. وتأمل كيف أن أكثر بيوتها في الجبال والشّقفان وهو البيت المقدم في الآية ثم في الأشجار وهي من أكثر بيوتها، ومما يعرش الناس وهي أقل بيوتها بينهم حيث يعرشون، وأما في الجبال والشجر فبيوت عظيمة يؤخذ منها من العسل الكثير جدا. ثم تأمل كيف أدّلها حسن الامتثال إلى أن اتخذت البيوت أولا، فإذا استقر لها بيت خرجت منه فرعت وأكلت من الثمار ثم آوت إلى بيوتها لأن ربها سبحانه أمرها باتخاذ البيوت أولا ثم بالأكل بعد ذلك، ثم إذا أكلت سلكت سبل ربّها مذللة لا يستوعز عليها شيء، ترعى ثم تعود".
والنحل واحدته نحلة، وقال أبو إسحاق الزجاج:"جائز أن يكون سمي نحلا لأن الله عز وجل نحل أي أعطى الناس العسل الذي يخرج من بطونها"، وقال غيره من أهل العربية:"النحل يذكر ويؤنث، وقد أنثها الله عز وجل ومن ذكر النحل فلأن لفظه مذكر، ومن أنثه فلأنه جمع نحلة".
وبالرغم من أن النحل يعد مصانع منتجة، إلا أنه كما يصفه القزويني في كتابه عجائب المخلوقات "ذو هيئة ظريفة، وخلقة لطيفة، وبنية نحيفة، وسط بدنه مربع مكعب، ومؤخره مخروط، ورأسه مدور مبسوط، وركب في وسط بدنه أربع أرجل ويدين متناسبة المقادير كأضلاع الشكل المسدس في الدائرة".