يعتقد كثير من الناس أن تدخين السجائر يؤثر على الرئتين فحسب.. فلقد أصبح من المعلوم لدى العامة والخاصة أن السجائر تسبب سرطان الرئة.. ولكن قليلين هم الذين يعرفون تأثير السجائر على القلب والجهاز الدوري.
إن تأثير السجائر على القلب والجهاز الدوري يرجع إلى وجود مادتين سامتين في السجائر هما: النيكوتين وأول أكسيد الكربون.
فأما المادة الأولى وهي النيكوتين فهي مادة شديدة السمية. إذ تكفي الكمية الموجودة منه في سيجار واحد لقتل إنسان في أوج صحته إذا أعطيت له هذه الكمية بالوريد.. ومع هذا فإن أي مدخن يأخذ أضعاف هذه الكمية يومياً دون أن تقتله مباشرة.. فكيف يا ترى يتمكن الجسم من مواجهة هذه المواد الشديدة السمية. يستطيع الجسم بواسطة الإنزيمات أن يحول هذه المواد السمية إذا أخذت بالتدريج إلى مواد أقل سمية وأبطأ فاعلية.
يؤثر النيكوتين على القلب والجهاز الدوري عن طريق زيادة ضربات القلب كما تزداد الكمية التي يضخها القلب في كل ضربة. وهذا أحد أسباب وجيب القلب وخفقانه التي يعاني منها كثير من المدخنين.. والسبب في ذلك أن مادة النيكوتين تزيد من إفراز مادة الأدرينالين ومادة النور أدرينالين ... وهما المادتان المسئولتان عن زيادة ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية..
وهكذا يضطر القلب إلى زيادة عمله عند تدخين كل سيجارة وفي نفس الوقت تفل كمية الدم التي تغذي عضلة القلب وذلك لانقباض الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم.. فالنيكوتين يسبب انقباضه هذه الشرايين التاجية كما يسبب أيضاً انقباض الأوعية الدموية في كافة أنحاء الجسم..