الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن من فضل الله تعالى على عباده أن شرع لهم من الدين ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم، ومن رحمته سبحانه أنه لم يفرض عليهم من التكاليف الشرعية إلا ما يطيقون، فأحل الله لعباده الطيبات من الرزق، وحرم عليهم الفواحش والخبائث ونهاهم عن كل ما يفسد دينهم أو يضر بمصلحتهم. فجاءت الشريعة الإسلامية الغرّاء لحفظ كيان الأمة. فأوجبت حماية الضروريات الخمس التي يقوم عليها البناء القوي للمجتمع الصالح وهي حماية النفس والعقل والدين والمال والعرض. وحرمت ما يضر بشيء منها بنصوص محكمة لا تقبل التأويل.
ومن فضل الله تعالى أن رفع الإنسان وفضله على كثير من خلقه، بأن أنعم عليه بالعقل ليكون مسئولا عن تأدية التكاليف الشرعية التي فرضها على الإنسان والتي لم يحصرها سبحانه في الصلاة وغيرها من العبادات. بل إن الإسلام يتطلب من المسلم يقظة فكرية دائمة وتحكيم عقله في كل شيء، واستجلاء كل الظواهر المحيطة به سعياً وراء خير الأمة الذي هو مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وغاية من غاياتها. لذلك فقد حرم الله سبحانه وتعالى كل ما يضعف العقل أو يذهبه، والمخدرات بمختلف أشكالها وأنواعها محرمة شرعاً لتأثيرها المباشر على العقل، فهي تعطله وتذهب به.