هو الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني الحافظ، ولد سنة ٢٠٩ هـ.
وصفه أبو يعلى الخليلي بقوله: ابن ماجه ثقة كبير متفق عليه، محتج به، له معرفة وحفظ، وله مصنفات في السنن والتفسير والتاريخ، وكان عارفا بهذا الشأن، ارتحل إلى العراقيين - البصرة والكوفة – ومكة والشام ومصر [١] .
وقال عنه الحافظ ابن كثير: صاحب كتاب السنن المشهورة وهي دالة على عمله وعلمه، وتبحره واطلاعه، واتباعه للسنة في الأصول والفروع [٢] ، وكانت وفاته لثمان بقين من رمضان سنة ٢٧٣هـ[٣] .
منزلة سنن ابن ماجه بين الكتب الستة:
قال الحافظ السلفي: اتفق على صحتها - أي الكتب الخمسة [٤]- علماء الشرق والغرب، ولم يضموا إليها سنن ابن ماجه لتأخر مرتيتها عنها، وأول من جعلها سادس الكتب الستة الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد القيسراني المقدسي المتوفى سنة ٥٠٧هفي كتابه (أطراف الكتب الستة) ، ورسالته (شروط الأئمة الستة)[٥] .
ثم تابعه الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة ٦٠٠هفي كتابه (الكمال في أسماء الرجال) ، ثم تابعهما أصحاب كتب الأطراف وأسماء الرجال، والمتأخرون في تصانيفهم، وإنما قدم هؤلاء سنن ابن ماجة على الموطأ لكثرة زوائده على الكتب الخمسة بخلاف الموطأ؛ فإن أحاديثه - إلا القليل منها - موجودة في الكتب الخمسة مندمجة فيها، فهذا هو السبب في عدهم السادس سنن ابن ماجة دون الموطأ [٦] .
وقد عدّ بعض الحفاظ موطأ مالك في درجة الصحيحين، بل منهم من قدمه على الصحيحين، كالإمام ابن عبد البر المتوفى سنة ٤٦٣هـ، والإمام أبو بكر بن العربي المتوفى سنة ٥٤٣هـ.