للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعقيب لا تثريب

لفضيلة الشيخ محمد المجذوب

كلية الدعوة وأصول الدين

جولة ثانية مع الدكتور البهي

وعدنا القارئ في التعقيب الأخير أن نعود إلى استكمال مذكراتنا عن شطحات هذا المفكر الفاضل. وها نحن أولاً نعرضها فيمايلي مفصلة رجاء أن يتفضل بإعادة النظر فيها فنلتقي وإياه على الحق الذي يرضي الله إن شاء الله.

١ – في إحدى مذكراتي للأعوام السابقة وجدتني قد سجلت الملاحظات الثلاث التالية تعليقاً على واحدة من مذاعات الدكتور، وكان قد أدارها حول آيات من سورة (الحجر) .

قلت في الملاحظة الأولى: لقد أصر المتحدث على أن إبليس كان من جنس الملائكة ونسي قوله تعالى: {إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ} (الكهف: ٥٠) , وقوله عز وجل: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} ومعلوم بالضرورة ألاّ ذريةَ من للملائكة.

وقلت في الملاحظة الثاني: فسر المتحدث (الغابرين) في قوله تعالى: {إِلاّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ} (الحجر:٦٠) , بمعنى (الرجعية) مؤكداً أن ذلك من مصطلحات القرآن. والذي عليه أهل العلم أن الغابر في كلام العرب مقصور الدلالة على ما مضى وما بقي, وهي في الآية الكريمة بمعنى (الباقين) بدلالة السياق فلا رجعية ولا تقدمية.

وقلت في الثالثة والأخيرة: وقد قرأ معاليه قوله تعالى {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (الحجر: ٦٤) بمد (أتيناك) وهي من (أتي) الثلاثي لا من (آتى) المزيد.