لسماحة الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه - أما بعد:-
فقد اطلعت على نشرة يوزعها الكثير من الناس عن جهل أو قصد سيئ قد بدأها صاحبها بقول الله تعالى {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} وذكر بعدها آيات ثم قال ما نصه: "اهتم بإرسال هذه الآيات لتكون مجلبة خير ويمن ومال وفلاح ثم ذكر بعد ذلك أنه تم توزيعها حول العالم وأن من اعتنى بها ربح ربحاً كثيراً ومن أغفلها أصيب بأنواع من الحوادث وذكر أنها تمنع المضرات وتجلب الفلاح والخير بعد أربعة أيام..".
ونظراً إلى أن هذه النشرة لا أساس لها من الصحة بل هي كذب وافتراء وقول بغير علم واعتقاد أنها تجلب الخيرات وتدفع المضرات وأن من اعتنى بها ربح ومن أهملها أصيب بالحوادث اعتقاد باطل يخل بالعقيدة ويدعو إلى تعلق القلوب بهذه النشرة وانصرافها عن الله عز وجل.
فلهذا رأيت تحذير المسلمين منها ووصيتهم بإتلافهما أينما وجدت وتنبيه إخوانهم على بطلانها وأن اعتقاد ما فيها يخالف شريعة الله ويقدح في العقيدة لأنه اعتقاد فاسد ليس له أساس من الصحة بل هو من الكذب على الله ودعوى باطلة وهي من جنس الوصية المنسوبة إلى خادم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق أن نبهنا على بطلانها وأنها كذب لا أساس لها من الصحة ولا لما أعاده صاحبها فهاتان النشرتان كلتاهما من أبطل الباطل فالواجب على كل مسلم أن يحذرهما وأن يحذر منهما غيره عملاً بقول الله سبحانه {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وقوله سبحانه {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الآية.