جاء إلينا الأخ محمد فذهبنا بعد صلاة الفجر إلى شاطئ البحر واستغرق مسيرنا إليه ساعتين إلا ربعا تقريبا، وهذا البحر الذي كنا في شاطئه هو المسمى بمضيق ملقة، وهو من المحيط الهادي، وملقة اسم يطلق على ماليزيا وهذا البحر يفصل بين ماليزيا وبين سومطرة إحدى الجزر الأندونسية الغربية.
وكان البحر هادئا في هذا الوقت فقعدنا على الشاطئ والأخ محمد يثير كثيرا من الأسئلة التي كنا نحاول الإجابة عليها والمذاكرة في شأنها.
وقبيل الساعة التاسعة تحركنا إلى العاصمة، وكنت في الذهاب راكبا في المقعد الأمامي مربوطا كالسائق بحزام الأمان، لأن القانون هناك يوجب ذلك على القائد ومن بجواره وكنت متضايقا طيلة السير الذي لا يقل عن مائة كيلو وعند الرجوع قلت للشيخ عبد القوي لابد أن تكون أنت الآن في الأمام مظهرا له الإيثار وكنت أريد أن أتمتع برؤيته مربوطا لا يحرك إلا رأسه، وكنت أقول له انظر يمينا –لبعض المناظر- أو يسارا فيقول أنا مربوط.