للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التطعيم وأهميته ومواعيده

بقلم الدكتور خالد زربا

الأخصائي في أمراض الطفل - مونبليه - فرنسا

أخي المسلم: كلنا نعرف أن العقل السليم في الجسم السليم.. والكل يعرف قصة الأعرابي الذي قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن التوكل وكيفيته وضرب مثلًا بالناقة، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له: "اعقلها وتوكل..".

من هنا نفهم ونقدر أنه يجب علينا مراعاة أمور إذا نظرنا إليها بمنظار قريب رأيناها بمنتهى السهولة واليسر، أما إذا نظرنا إليها بمنظار بعيد فسنشاهد الكثير من الآلام والمآسي والعاهات المستديمة..

هذه الأمور الخاصة بهذا الحديث هي أمور سهلة التطبيق.. عظيمة النتائج.. ويكفينا أخذ عبرة من آلام وعقد التشوه النفسية عند أولئك الذين أصيبوا بمرض الشلل وهم في سن الطفولة.. عدا الأمراض الأخرى التي لا تتيح للمصاب بها حياة أكثر من فترة المرض حيث يسلم روحه خلالها أو في نهايتها كما في مرض الكزاز والخناق.. وغيرهما..

والسؤال هنا: كيف نقي أطفالنا شر هذه الكوارث، التي تأخذ في معظم الأحيان شكلا وبائيا - جماعيا -؟ والجواب - بمنتهى السهولة -: لنعمل على القيام بإجراءات التطعيم في أوانها، وكل مركز صحي يستطيع القيام بهذه المهمة البسيطة.. إذ يكفي التوجه بالطفل إلى هذا المركز، خلال فترات محدودة ولوقت قصير جدا، كي نجنب أنفسنا وأطفالنا متاهات من الآلام والعذاب النفسي والقصور، عدا الخسائر المادية الجسيمة والمستمرة كما في مرض الشلل مثلا، إذا كتب الله لضحاياها الحياة بعد ذلك ...

إن التطعيم - التلقيح - ضد الأمراض السارية يتم في مواعيد ثابتة من حياة الطفل. يجب مراعاتها وإعطاء جرعاتها في الوقت المحدد..

وهذه التطعيمات هي للأمراض التالية:

السل، الخناق، الكزاز، السعال الديكي، الجدري، وشلل الأطفال [١] .