رسالة من شيخ الأزهر إلى المدير العام لمنظمة اليونسكو بشأن كتاب
(تاريخ البشرية)
لشيخ الأزهر: دكتور عبد الحليم محمود
السيد المدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة - اليونسكو - باريس.
تحية طيبة.. وبعد:
بالرجوع إلى الصفحات: ٤٥٠-٥٤٦ من القسم الثاني للمجلد الثالث من كتاب (تاريخ البشرية) الذي أصدرته المنظمة نجد فصلا عن الإسلام جاء فيه:
١- أن الإسلام احتفظ في ركن الكعبة بالوثن المهم لأهل مكة وهو الحجر الأسود.
٢- أن الإسلام كان توفيقاً بين نظريات مسيحية ويهودية ووثنية.
٣- أن القرآن مؤلف تأليفا بشريا وأنه ذو مراتب مختلفة في نسقه وفي طريقة تعبيره.
٤- مفتريات أخرى عن الإسلام.
وإننا لنرى أن إيراد هذه المعلومات عن الإسلام - على هذا الوجه - يكشف عن جهل كاتب هذه المادة وعن مغالطاته.
· لقد جهل أن الإسلام أولى الديانات جميعها في عقيدته التوحيدية، وغالط الحقيقة بأن ذكر أن الإسلام احتفظ بآثار مادية وفكرية للوثنية.
· لقد جهل أن الإسلام دين كامل وأنه نموذج للكمال في جوانبه التشريعية وفي العبادة والأخلاق فكان من المغالطة أن يزعم أنه نسيج ممزق يتكون من قطع من الوثنية والمسيحية واليهودية..إلخ.
· لقد وضح أن كاتب المادة يجهل الإسلام ويجهل فرائضه، فلم يعرف الفريضة الثانية فيه وهي الزكاة.
· ووضح أنه يعجز عن فهم اللغة العربية.. فضلا عن أن يتذوقها، ثم حكم بالتفاوت في مستوى التعبير القرآني.
ولما كان العمل من جانب كاتب هذه المادة يعبر عن الجهل والمغالطة ويسيء إلى منظمة اليونسكو ويجعلها خارجة عن ميثاق الأمم المتحدة وعن ميثاقها الذي يوجب عليها أن تلتزم الحيدة في كتابة بحوثها وأن تضعها على أساس من المعايير العلمية الدقيقة.