للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أدخلته الشيعة في التاريخ الإسلامي

بقلم فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله المحيسن

عميد كلية الدعوة وأصول الدين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.. من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-

فإن التاريخ لأي أمة من الأمم هو الصورة الواضحة لحياتها وتقاليدها ودياناتها وعلومها وثقافتها. وصفحاته هي المعبرة عن آمالها وأهدافها وتصوراتها ...

وإن التاريخ الإسلامي أعظم مثال للتعبير عما ذكرنا فهو لم يسبق له نظير في تاريخ أمة من الأمم لا في كمه ولا في كيفه.

فهو من جهة الكم أوسع تاريخ عرفته البشرية حتى اليوم. وذلك لما حواه من أخبار الخلفاء والولاة والعلماء والقضاة والقادة.

وكل ذلك بوضوح تام ودقة متناهية. ولما سطره حول الفتوحات العظيمة التي قام بها المسلمون شرقاً وغرباً والتي تتجدد وتتقدم من حين لآخر.

بالإضافة إلى ما حواه من العلوم والمعارف والسيرة الحميدة والأعمال الصالحة لصالحي هذه الأمة.

وأما من جهة الكيف فإنه يعتمد على الرواية والنقل عن العدول والثقات والموثوق بروايتهم ولا مجال فيه للاختراع والخرص وهذا لم يحصل لتاريخ أمة من الأمم.

هذا وقد حظي التاريخ الإسلامي بالرواية والتسجيل والحفظ فأقبل العلماء والرواة على روايته وتدينه وتنافسوا في ذلك مما جعل المكتبة الإسلامية تغص بكتب التاريخ لكل عصر وحيل عبر تاريخ هذه الأمة.

هذا وقد ذهل أعداء الإسلام من قوة هذا الدين ونفوذ سلطانه وتقدم انتشاره فوقفوا قلقين حيارى.

ولما لم يكن لهم أي قوة لمقاومته بالسيف علناً لجأوا إلى شتى الطرق والوسائل للكيد له والنيل منه.