للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ِالإسلام والمسلمون في انجلترا

ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم

للدكتور محمد إبراهيم الجيوشي

أستِِِاذ بالدراسات العليا

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا، وإليك المصير، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، وبعد ...

فإن الحديث عن الإسلام والمسلمين في بريطانيا يقتضينا أن نقدم له بتمهيد سريع عن نظرة أمم الغرب بوجه عام إلى الإسلام والمسلمين.

فكرة الغرب عن الإسلام ومصدرها:

مثل الشعب الإنجليزي مثل غيره من شعوب بلاد الغرب جميعاً في فكرتهم عن الإسلام والمسلمين، فقد ظلوا فترة يستقون معلوماتهم عن الإسلام مما يكتبه رجال الكنيسة والمبشرون، الذين دأبوا على تصوير الإسلام لهم بصورة منفرة، وتصوير المسلمين في صورة همجية بشعة، وقد ظلت هذه الفكرة سائدة عند عامة الناس في أوروبا بوجه عام حتى أوائل القرن العشرين الميلادي، وإن كان كثيرون من القادة ورجال الدين يعرفون الكثير عن حقائق الإسلام، ولكنهم كانوا يكتمون ذلك، ويقدمون للإسلام صورة مشوهة تعصباً منهم وحسداً، واستغلالا لجهل السواد الأعظم من الأوروبيين بحقائق الإسلام الناصعة، وعقائده القويمة، ومثله العليا، وأخلاقه النبيلة، ومنهجه السوي المستقيم.

الإسلام يجذب أحرار المفكرين الغربيين:

فلما أتيح لكثير من الأوروبيين أن يتعاملوا مع المسلمين مباشرة بعد موجة الاستعمار التي ملكوا فيها أغلب مقدرات العالم الإسلامي تهيأت عن طريق ذلك فرصة لكثير من أحرار مفكريهم أن يروا المسلمين في بلادهم، ويعرفوا عن دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير، مما وجدوه مخالفاً كل المخالفة لما سمعوه من المبشرين ورجال الكنيسة على مدى القرون الماضية، فبدأت فكرتهم عن الإسلام