الشيوعية عقيدة مبنية على أسس فلسفية وعلى فكر له تصوره الواضح في ميادين الاقتصاد والسياسة والتاريخ والاجتماع.
وقد فتنت هذه العقيدة المنحرفة كثيراً من الناس في إيمانهم بالله سبحانه وتعالى، وما يترتب على هذا الإيمان من خضوع لله واستسلام له وتنفيذ لشرعه في الحياة وإعلاء لكلمته في الأرض، وقد استطاعت هذه العقيدة المنحرفة أن تضلل كثيرا من المسلمين وغير المسلمين وأن تنفذ إلى كثير من البلاد في دساتيرها ومناهجها التعليمية، ووسائلها الإعلامية، وإلى أن يحتل مكانة في بعض الجامعات حتى أصبحت من نظريات الحياة التي تدرس والتي يروج لها في أوساط السذج والبسطاء من طلبة العلم ومدعيه، وأنصاف المتعلمين وتجمعات العمال والاتحادات النسائية والطلابية.
مثل هذه االعقيدة الفاسدة لا تواجه أبدا بإجراءات سياسية أو اقتصادية أو تربوية ولكنها تواجه من البداية بعقيدة صحيحة مبنية على فكر سليم وتصور كامل يشمل جوانب الحياة كلها في الاقتصاد والسياسة والتربية والاجتماع والتاريخ، وحين نقول عقيدة صحيحة نقصد أن العقائد المنحرفة والمنسوبة للإسلام، والتصورات الناقصة للفكر الإسلامي لا تستطيع أن تقف أمام الفكر الشيوعي. بل إن العقائد المنحرفة تمهد السبيل لانتشار الشيوعية، كما أن المواقف المتعنتة والعواطف الجامحة تؤدي إلى نتائج عكسية يكتسب من ورائها دعاة الشيوعية، والدليل على أن العقائد المنحرفة تعجز أمام الفكر الشيوعي أن أكبر االأحزاب الشيوعية في أوربا متمركزة في معقل المسيحية ومقر البابا، بل إن الحزب الشيوعي الإيطالي كان قاب قوسين أو أدنى من حكم إيطاليا بالرغم من الدعم الأمريكي والصلوات الموجهة من الكاثوليك في العالم.