(الإيمان نور يقذفه الله في قلب من أحب من عباده) وإذا امتلأت به النفس صار فيها قوة بناءة تتضاءل أمامها كل قوى البشر وما تملكه من الترغيب والترهيب، لأنها يوم تمتلئ بالإيمان الحق يستوي عندها الذهب والحصى في هذه الدنيا إذ تنشد بأعمالها وأقوالها ما عند الله من نعيم خالد لا يزول.
نقول هذا بمناسبة ما تواترت به الأنباء في الآونة الأخيرة عن اعتناق ٤٠٠ أربعمائة هندوسي من المنبوذين للإسلام في مقاطعة ثاميل نادو فى جنوب الهند.
وقد كان لهذا الحادث أثره في إثارة سخط الحكام الهنود, فقد هرع وزير الداخلية الهندي إلى زيارة هذه المقاطعة للتحقيق في أَسباب هذا الإسلام الجماعي بين الهندوس, وقد حَرَّضتْ الحكومة ثلاثة آلاف من الطبقة العليا الهندوسية ليهجموا على قرى المنبوذين، وأحرقوا مائة وخمسة وثمانين بيتا. وسلبوا أَموالهم ودسوا لهم السم في مياه أبار القرية. وتظاهر هؤلاء العلية في تلك القرية ينددون بالجريمة الشنعاء التي ارتكبها هؤلاء الذين أسلموا. ويعلن رئيس المقاطعة عن قوله:"لن أتردد في التحرك لمنع أهل هذه البلاد من التحول من ديانة الهندوس إلى الإسلام".
وخرجت صحيفة (تايمز أف إنديا) تتهم الدول الإسلامية المجاورة بالتآمر ضدها, فهي تتهم دولة باكستان صراحة بأنها من وراء هذا الحادث وأنها تعمل ضد أمن الهند وتمارس دعايتها الشريرة. كما تتهم بلدانا إسلامية أخرى فتمنع دعاتها المسلمين من دخول الهند.
ومع أن الدستور الهندي يكفل لكل الهنود حرية كل فرد في اعتناق الدين الذي يرتضيه إلا أن ردود فعل الأوساط الرسمية من إسلام هؤلاء المنبوذين اتسمت بالغضب.