للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأي الفيلسوف تولستوي في المرأة الغربية [١]

من كتاب حكم النبي محمد

ترجمة سليم قبعين

" إن السبب في مسألة الطلاق التي تشغل الآن الرأي العام في أوروبة هو التمدن الذي لم يقتبس الإنسان منه سوى الحمق والخلاعة. هذا هو السبب الحقيقي في ازدياد الطلاق نمواً كل يوم، فلا يمضي على زواج امرأة برجل ردح من الزمن حتى تقول له: حاذر أن أتركك وأمضي إلى حال سبيلي.

سرى ذلك من الربوع العالية في المدن إلى أكواخ الفلاحين، فالقروية لأقل شيء تقول لزوجها: خذ قمصانك وسراويلاتك لأني تارك لك وذاهبة مع حبيبي يوسف الذي يفوقك حسناً وبهاءً..

هذا لأن المرأة خلعت ثياب الحشمة واحترام الزوج وخرجت من دائرة الخضوع له، تلك الواجبات التي ينبغي عليها حتى انقضاء الأجل.

على الرجل أن يكد ويشتغل، وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت لأنها زوجة، أو بعبارة أخرى: لأنها إناء لطيف سريع الإنثلام والإنكسار. وعلى الرجل أن يراقب سلوك امرأته ولا يطلق لها العنان، بل يحجبها في البيت. والبيت دائرة حرية واسعة للمرأة.

ولنتذكر المثل الروسي الذي يقول: "لا تركن إلى الفرس في الغيط، واركن إلى المرأة في البيت".


[١] من كتاب (حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم) ترجمة سليم قبعين ومنشورات (المكتبة الأهلية) بمصر سنة ١٣٤٢هـ.