يا راحلا فَرِحت به "المعلا"
في رثاء العلامة الفقيد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
بقلم: الأستاذ محمد عبد الله
نعى الهدى فعلا القلوب سواد
وتفطرت لمصابها الأكباد
ألمٌ، يعذّب كلّ قلب في الورى
وأسى مرارة كربه تزداد
كيف الهنا والنفس يملؤها الأسى
ومن الأسى مِلء الجفون سهاد
خطب يجل عن البكا وفجيعة
هدت رواسي الأرض أولتكاد
كل الورى في مأتم لما نعى النا
عي الأمين نواطق وجماد
بكت المثاني ترجمان بيانها
حاميمها تبكي عليه وصاد
وكذا المعاني كالمثان ثوا كلا
أماتها تبكي وتبكي (الضاد) .
هذا (البيان) وهذه (أضواؤه) .
عزت لغير الشيخ لا تنقاد
قل للذي يرتاضها لا (تحسبن) .
أن البيان صحيفة ومداد
عجبوا ولا عجب فتلك حقيقة
إن البيان بصيرة وفؤاد
يا مبدعا معنى البيان ومبديا
عجباً ومن ختمت به الأمجاد.
إن المعاني بعدما ألفتها
وتآلفت ليصيدها المصطاد.
يخشى بفقدك أن تعود شواردا
بدداً فما يدرون كيف تصاد
يا شيخنا بل يا ضياء قلوبنا.
كنت الحياة فشق منك بعاد
نفس يشع النور في جنباتها
ويفيض منها العلم والإرشاد
وشفى الإله بها القلوب من العمى
فالحق بادٍ والضلال يباد
عفت فما علقت من الدنيا وقد
خطبت فأغلى الخاطبون وزادوا
سلكت سبيل الصالحين لكي تثمر
ما بنوا للعالمين وشادوا.
بهدى الكتاب هدت فبان كم اهتدت
فسبيلها أبدا هدى ورشاد.
أدت رسالتها وعادت بالرضا
وكذا النفوس الراضيات تعاد
دفن الأمين أعزة لو أنهم
علموا النفوس فدا الأمين لجادوا
بدر أضاء جلا الحقيقة للورى
فبه استفاد ذوو الهدى وأفادوا.
ومنار فضل يهتدى بمناره
سعدت به الدنيا تقى وسداد.
أسفا على قمر هوى من أفقه