الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. وبعد، فقد نشرت جريدة (نداء الجنوب) في العدد ١٢٩ مقالا بعنوان: (التضامن الإسلامي بين التأييد والتنديد) يحمل توقيع (عقيل) وهو مقال جيِّد يدل على غِيرة الأخ الكاتب على دينه وعلى امتعاضه من المبادئ والشعارات المعادية للإسلام. ولكن عبارة لفتت نظري واستغربت أن تكون من صاحب المقال، لأن وجهته إسلامية وكتابته ضد المبادئ الهدامة، والعبارة - حسب اعتقادي - فيها ما هو مخالف للإسلام صراحة، وفيها ما هو في حاجة إلى البيان والإيضاح، وأنا أنقل العبارة أولا بلفظها ثم أذكر بعد ذلك ما رأيت ابدأه نصحا لله ولرسوله وللكاتب والقائمين على إصدار الجريدة والقراء بصفة عامَّة.
قال الكاتب:
"وما كان الإسلام ولن يكون عدو القومية والوحدة والتحرُّر والإنسانية والاشتراكية".
قلت: إن بعض ما في هذه العبارة مخالف للإسلام صراحة، وبعضها الآخر يحتاج إلى إيضاح وتفصيل:
١- أما ما يخالف الإسلام صراحة فهو كون الإسلام ليس عدوا للاشتراكية، فإن الاشتراكية - كما هو معروف - مقدمة الشيوعية. ولا أريد أن أطيل الكلام في هذا الموضوع فقد كفانا الكتَّاب المسلمون عناء ذلك، ومن سقط من المنتسبين إلى الإسلام من أهل العلم أو أدعيائه في هوة أعداء الإسلام وادعى أن نصوص الإسلام تؤيد الاشتراكية لا يخلو من أحد أمرين: فهو إما مخطئ في فهم نصوص الشريعة مع حسن نيته، وهذا الاحتمال أحسن الاحتمالين وأمر صاحبه إلى الله تعالى إذ هو الذي يعلم حسن نيته - دون غيره -.